سعد اليتيم ( قصة قصيرة )
كتبها رائد العشق ، في 14 يونيو 2008 الساعة: 21:41 م
في وسط المدينة وفي طرف حيّ من أحيائها الفقيرة أو قـُلْ متوسطــة الحال، تقع بقالة العيش الرغيد والتي يملكها رجل ميسور الحال اسمه علي. كان قد امتلكها بسرعة عجيبة وبطريقة غريبة، وذلك بعد أن تقاعـد من وظيفته الحكومية؛ فبعد أن كان مجرّد محاسب بالكاد يدبر أمور معيشته أصبح صاحب بقالة وعن قريب سيقوم بافتتاح الفرع الآخر من بقالته في المدينة المجاورة!!
وعلى الطرف الآخر من المدينة تقع دار لرعاية الأيتام، وهي عبارة عن بركس يجمع عشرات من الأطفال الذين فقدوا حنان الأم ورعاية الأب منذ نعومة أظفارهم وفتّحوا عيونهم على الحرمان والفقر والعصا، وسط مربين ومشرفين لم تعرف الرحمة إلى قلوبهم طريقاً ولا إلى أنفسهم سبيلاً تجرَّدوا من الأخلاق وتعروا من الدين.
في مثل هذا الجو ينشأ سعد اليتيم ذاك الصبي الذي لا يعرف إلى الآن كيف وصل إلى هذه الدار؟ كما أنه لا يذكر شيئاً عن والديه سوى أنَّهما تركاه صغيرا لم يبلغ الحُلُم.
ولأن سعد عرف الضرب، ولم يعرف الحزم، أحس الشفقة، ولم يذق طعم الحنان، لأنه لم يجد أمًّا، ووجد مشرفة، دأبه كدأب غيره من الأطفال الذين يسكن م